حكم الدعوة الى الباطل والبدع والفجور محرم مكروه لا بأس به
ما هو حكم الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور؟ هذه الأمور تُعد من الأمور التي نهى عنها الدين الإسلامي، وحذر منها، كما حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، لما فيها من ضرر، ووقوع الأذى البالغ، وفساد المجتمع، ومن خلال موقع منصتك سنعرض حكم الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور.
حكم الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور
في الدين الإسلامي إن الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور هو من المحرمات، ويرجع ذلك للأسباب الآتية:
1- مخالفة شرع الله
إن الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور فيها مخالفة لشرع الله عز وجل، ذلك لأن الله تعالى أمر عباده باتباع الحق، وتجنب الباطل والضلال، قال تعالى: “وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ صِرَاطِهِ“ [الأنعام: 153].
أقرأ أيضًا: تعريف العبادة وشروطها وأنواعها ابن باز .. أركان العبادة في الإسلام
2- إعراض الله عز وجل
يُعرض الله عز وجل عن الداعين إلى الباطل والبدع والفجور، قال تعالى: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا” [طه: 124].
3- إضلال الناس
إن الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور هي إضلالًا للآخرين عن طريق الحق، والصراط المستقيم، وذلك لأنها تُغريهم بما فيه مخالفة لشرع الله عز وجل، وما يعرضهم لارتكاب المعاصي والآثام.
أقرأ أيضًا: ما الحكمة من فرض الحجاب؟ وما فضله؟
4- فساد المجتمع
إن الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور تتسبب في فساد المجتمع، وتفشي الفساد والفوضى، وتزعزع استقراره.
5- عذاب الله عز وجل
من يدعو إلى الباطل والبدع والفجور يعذبه الله عز وجل، في الدارين الدنيا والآخرة، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ بِأَيَّانَ يُبْعَثُونَ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ“ [النحل: 20-21].
أقرأ أيضًا: حكم الاستمناء باليد للمرأة العزباء
الدعوة إلى الله
أنزل الله عز وجل على عباده القرآن الكريم، وذلك من أجل فِهم ما ورد به، والعمل بمقتضاه، كما جاءت فيه العديد من التوجيهات في شتى نواحي الحياة، لترشدنا إلى الصراط المستقيم، ومن هذه التوجيهات هي دعوة الناس إلى القيام بالدعوة إلى الله، قال تعالى: “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ“ [آل عمران: 114].
والمراد هو أن تكون صفة تلك الأمة هي الدعوة إلى الخير، وبفرض أن هذا الأمر موجه إلى بعض الأفراد ففهي هذه الحالة تكون الدعوة واجب وفرض كفاية، لا يسقط إلا في حال تحقيق الكفاية، وإن لم تتحقق الدعوة إلى الله فإنها تكون واجبًا وفرضًا على كل مسلم.
فلا يوجد أفضل من الدعوة إلى الله، لينال بذلك المسلم عظيم الأجر والثواب، ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجرِ مِثْلُ أجورِ مَن تبِعهُ لا ينقُصُ ذلك مِن أجورِهم شيئًا“.
شروط لازمة في الدعوة إلى الله
هناك شروط يلزم توافرها في الداعي إلى الله، ومن أبرزها ما يلي:
- عِلم الداعي بما يدعو إليه، فلا تصح أن تكون الدعوة من فرد يجهل ما يدعو إليه.
- امتلاك الوسائل المناسبة للدعوة، مثل الموعظة الحسنة، والرسائل الهادفة، والنصح والإرشاد.
- العِلم بالمدعو، وثقافته، واختيار الوسيلة التي تُسهل عليه الإدراك والفهم.
- يجب أن يمتلك الداعي مهارة الإقناع والاستمالة.
- لابد أن يكون الداعي أسوة حسنة للناس، فيما يدعو إليه، وذلك بالتزامه بالأخلاق الحميدة.
- امتلاك الثقافة المناسبة، وهي تكون ضرورية للداعية في دعوته، كالعِلم بأحوال الناس، وعاداتهم الخاصة، ومعرفته بمشاكل وقضايا عصره، مع إحاطته بالفقه.
- وجود الحكمة المناسبة أثناء الدعوة، فالعلم وحده لا يكفي إن لم يكن مقرونًا بالحكمة، والحكمة تشمل على طرق الاقناع والتأثير في الناس.
- من الحكمة لابد من توافر اللين، وعدم التشدد في الحديث.
من خلال المقال السابق نكون قد عرضنا حكم الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور، يتوجب على المسلم الحذر من الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور، وأن يحرص على دعوة الناس إلى طرق الحق وتجنب الباطل.